..و كأنها لا زالت تنشر علمها و تذكر أيامها , و تواصل رسم حكايتها في جوار قلعة الرباط و في كنف روح الشاعرة عائشة الباعونية , تلك الأديبة الأردنية التي أنجبتها عجلون قبل أربعة قرون و يزيد , لتعود تلك الروح في عهد الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - وتلك الرؤيــة التي حملت لعصر اليوم تلك الهمم الحية من مرابض القلعة التي شهدت بأساً و مجداً عروبياً حمل الهاشميون نهضته الحديثة المستندة إلى الإنسان و بنائه .
إنها كلية عجلون الجامعية التي تزهو اليوم على ربوة من ربى عجلون الشماء , و التي تأسست عام 1964 .
انبرت لرسالتها الأولى حاملةً بدايتها بإسم « معهد معلمات عجلون « , و قد افتتحتها جلالة المغفورة لها الملكة الوالدة زين الشرف – طيب الله ثراها - يوم الخميس الموافق 9 / 12 / 1965 , لتبدأ حكايتها بإسم معهد معلمات عجلون , و قد سجلت الملكة الوالدة طيب الله ثراها : « سعدت لما لقيت من ترتيب و نظام , إذ أسجل هنا مفتخرة خطوة أخرى من نهضتنا العلمية في أردننا الحبيب لتنشئة الطلائع الواعية الخيرة من أسرتنا الطيبة , تلك الأسرة التي تكمن من خلاياها الإمكانية الفكرية , و في ضميرها الحي من وثبة و إقبال الخير و النور « و شكرت- طيب الله ثراها - القائمين على التأسيس و التوجيه , الأوائل في سيرة التعليم ...
و واصل معهد المعلمات زهوه ليستقبل الملك الباني الحسين بن طلال – طيب الله ثراه - يوم الاثنين الموافق ( 13/12/1965 ) مسجلاً في سجل الشرف للمعهد : « يسرني أن أعرب عن إعجابي و تقديري لما لمسته و شاهدته في هذا المعهد الراقي من نظــام و إستعداد كامل بنتيجة إخلاص القائمين على شؤونه في السهر على واجباتهن التربوية لتخريج أجيال ممتازة من المعلمات إستكمالاً لنهضتنا العلمية النشطة التي يتميز بها هذا البلد المقدس ليس بين شقيقاته العربيات فحسب بل بين دول العالم المتحضر قاطبةً « , و بتلك الرؤية التي واصلت تحقيقاً و مسخرةً عطاءها لتخرج المعلمات حيث كان الوطن على موعد مع نهضة تعليمية تجتاح أبناءه و ربوعه لترعاها رؤية الحسين الباني , و ترسم لها دروب رسالتها التربوية .
و تسلمت إدارة المعهد الأولى « نجاح الجمل « ليبدأ المعهد عامه الأول بثلاث معلمات هن أعضاء الهيئة التدريسية و سبعة موظفين و ثلاث و أربعين طالبة توزعن على سبعة تخصصات هي : الثقافة الإسلامية , و اللغة العربية , و اللغة الإنجليزية , و الإجتماعيات , و العلوم المنزلية , و التربية الفنية , و العلوم ليواصل المعهد نموه و كأنه يستقي تطوره من إيحاء سنديان عجلون الجميلة و هو يخرج أمهات المستقبل و صانعات الرجال .
لتكملة تتمة الخبر يرجى تحميل الملف المرفق