" دور الشباب في الإعتدال والوسطية و مكافحة الفكر الإرهابي " ندوة حوارية في البلقاء التطبيقية
قال الدكتور وضاح العدوان عميد شؤون الطلبة في جامعة البلقاء بأن الفقر والجهل و التهميش الجهوي وغياب القيم والمفاهيم, أبرزت ثقافة العنف والإرهاب في جميع الأطر الإجتماعية وبأشكالٍ لفظية ومادية ورمزية مشكلاً خطراً على الأمة الإسلامية ويسيء لصورة الإسلام, ذلك أننا نربي أبنائنا على على التربية الإسلامية المتحضرة وأن الإرهاب يخترق المجال الديني بفهمٍ أيديولوجي غايته القتل والعنف .
جاء ذلك ذلك خلال إفتتاحة للندوة التي عقدتها عمادة شؤون الطلبة بالجامعة بالتعاون مع منتدى أبناء البلقاء الثقافي , وإستضافت فيها النائب رولى الحروب ومدير المجلس الأعلى للشباب في محافظة البلقاء خالد أبوغنمي ؛ مبيناً مساوئ الفكر الإرهابي الذي يحمل مضامين الهدم للمبادئ والقيم الإنسانية و تكميم الأفواه وتجميد للعقول , ومصادرة للحريات و محاربة للإبداع و عدم قبول الأراء المعارضة , والتطاول على كرامة الإنسان وتوظيف الإسلام في مبادئ عنصرية لا تمثل المنطلقات الفكرية و السلوكية للديانات السماوية .
وتناولت النائب الحروب في حديثها بأن الأمة اليوم تمر في مأزقٍ يتلبس بالإرث والفكر ويذهب بالشباب إلى إرتكاب جرائم القتل , الحرق , إسترقاق النساء ؛ وأن الحديث في عمق هذه الظاهرة يتبين فيه بأننا أمام حربٍ من الداخل والخارج , وبأن هذه الظاهرة ليست فريدة في التاريخ البشري بل وجدت بأشكالٍ أيديولوجية أخرى مثل النازية, والعديد من الجماعات المتطرفة التي حاولت هدم المجتمعات .
وبالإستناد إلى النظريات الأكاديمية شخصت الحروب ظاهرة الإرهاب بأنها سمة يمكن الحد منها لأن طبيعة النزعة الإنسانية تميل للتوسط, وترفض التطرف, مبينةً بأن الشباب هم الفئة الأكثر حاجة إلى التحصين من خلال إيجاد الحلول الملاءمة لهم, والتي تبدأ من الدوائر الصغرى كالعائلة و الأصدقاء والمجتمع , خصوصاً وأن سن الشباب هو مرحلة البحث عن الهوية والذات وبداية الفهم لعلاقة الشاب بالمراكز الإجتماعية .
داعيةً إلى ضرورة أن يكون الشباب نتاج التربية اليمقراطية بدءاً من الإسرة و إنتهاءً بالوطن فالثقافة الديمقراطية في المحيط الأسري والمجتمعي تبرز هوية الفرد وتمنحة الشعور بالذات , ومتطرقةً لأسباب أخرى لانحراف الشباب مثل: البحث عن نمط القوة في ضوء الضعف الذي تعيشه الأمة العربية , ومبرزةً الدور الذي يقع على عاتق الجامعات في خلق مناخات الديمقراطية والحوار , وإيجاد مناهج للتربية المدنية من مرحلة المدرسة , وعدم تجيير العقول الشابة للماضي , ونفي الفهم الأوحد القائم على رفض الأخر وإحياء القيم الإيجابية .
هذا وقد بين خالد أبو غنمي بأن المجلس الإعلى للشباب وعبر مراكزه المنتشرة في المملكة والبالغ عددها (170) مركز موجهة للشريحة العمرية (12 – 24 ) عاماً يحرص على تنفيذ العديد من البرامج الوطنية و التثقيفية وجلسات الحوار , التي تستهدف ترجمة النشاط الشبابي إلى برامج تصب في التنمية المستدامة .
و إستعرض أبو غنمي المشهد الشبابي في محافظة البلقاء التي تضم (15 ) مركز بينها (6) مراكز للشابات تسعى للتوعية و الصقل وتعزيز الإنتماء, وبما يسهم بترسيخ القيم الإيجابية بين شبابنا ومشيراً إلى برنامج السلامة الوطنية الذي ينفذه المجلس الذي أسهم في تعزيز الحس الوطني و ترسيخ المفاهيم البناءة في العمل الشبابي .
هذا وقد شهدت الندوة الحوارية العديد من الأسئلة التي أجاب عليها المحاضرين من قبل الطلبة الحضور وتناولت سبل مكافحة الإرهاب والقضاء عليه وترسيخ السلوك الديمقراطي , وقدم ابراهيم أبورمان رئيس منتدى أبناء البلقاء الثقافي شكره للجامعة على تعاونها مع المنتدى في تنفيذ العديد من المبادرات التي أصلت العلاقة بين الجامعة ومجتمعها المحلي وأسهمت في بيان الكثير من المفاهيم الإيجابية للشباب الجامعي .
وفي نهاية الندوة تسلم النائب رولى الحروب و مدير المجلس الأعلى للشباب ابراهيم ابو غنمي درع الجامعة من قبل عميد شؤون الطلبة شاكراً لهم .