نيابة عن عميد كلية الأميرة عالية الجامعية الأستاذ الدكتور محمد السويلميين رعى نائب العميد للشؤون الأكاديمية الدكتور زيد العدوان وبالتنسيق مع مساعد العميد للشؤون الطلابية الدكتورة صيدا العدوان ندوة عن نشأة أدب الاطفال القتها الكاتبة روضة فرخ الهدهد وحاورتها الدكتورة منى الصمادي من قسم اللغة الانجليزية وادابها.
حيث استهلت الندوة بالسلام الملكي وتلاوة عطرة من ايات الذكر الحكيم فكلمة ترحيبيه لمساعد العميد للشؤون الطلابية الدكتورة صيدا العدوان تحدثت فيها عن أهمية الندوة في صقل شخصية الأطفال، فهم الغرس المأمول لبناء مستقبل الأمة وهم ثروة الحاضر وعدة المستقبل. وان الطفل كالورقة البيضاء نسطر عليها جميع ما نقدم له من توجيه وعناية وتعليم وانه لا يمكن تقديم المعلومات والأفكار والقيم له بشكل مباشر بل لابد من ربطها بمواقف درامية ليكون تأثيرها أكبر وذات رسوخ في نفسه وشخصيته المستقبلية. وسلطت الضوء على طفلنا الأردني كنزنا الغالي القادر على استيعاب كل المعارف العصرية والعلمية وواجبنا نحوه بأن نوليه الاهتمام كله وبالطرق المختلفة.
ثم عرفت الدكتورة العدوان بالكاتبة روضة فرخ الهدهد فهي عضو باتحاد الكتاب الأردنيين وعضو تأسيسي للهيئة العمومية في المجلس العربي لتنمية الطفولة ورئيسة جمعية أصدقاء الأطفال بالأردن كما وتعمل محررة مسؤولة عن ملحق الطفل الأسبوعي في جريدة الدستور والحاصلة على العديد من الجوائز في أدب الأطفال.
ثم تركت المجال للكاتبة روضة فرخ الهدهد لتحاور الطالبات فرحبت بالحضور والطالبات وأشادت بأهمية الندوات التي تُعنى بأدب الأطفال ووجوب حضورها بدافعية لرفع مستوى تربية الطفل وتوسيع مداركه وإن الأدب الذي تقدمه للمجتمع يحمل فكراً تنويرياً من خلال إعلاء القيم الاجتماعية والدينية والسياسية.
ثم تدرجت الكاتبة بنشأة أدب الأطفال فكانت البدايات منذ الحضارة الفرعونية الموجودة برسوماتهم وكتاباتهم واستمراره في الحضارة اليونانية وتبلوره الواضح في العصور الحديثة خاصة في أوروبا. وإن أول ما ظهر أدب الأطفال كان في فرنسا فجاء الشاعر " تشارلز بيرو" وكتب قصصاً للأطفال تحت عنوان " حكاية أمي الأوزة" و "سندريلا". ثم في ألمانيا ظهرت كُتب الإخوان "يعقوب ووليم جريم" فكانت قصصاً سحرت وما زالت تسحر أطفال العالم منها: "ليلى والذئب" و"بيضاء كالثلج" و"الساحرة الشريرة" و" الأميرة النائمة" إلا أن أدب الأطفال لم يؤخذ بجدية إلا في القرن الثامن عشر بظهور "جان جاك روسو" وانتشار تعاليمه في كتابه "إميل" حيث اهتم بدراسة الطفل كانسان حر. وظهر أدب الأطفال في مصر زمن (محمد علي) عن طريق الترجمة نتيجة للاختلاط بالأجانب، وكان أول من قدم كتاباً مترجماً عن اللغة الانجليزية إلى الأطفال "رفاعة الطهطاوي" الذي كان مسؤولاً عن التعليم في ذلك الوقت .ثم جاء أحمد شوقي وأثرى مكتبة أدب الأطفال بقصائد مغناة وقصص كان لها مغزى وهدف وتسلية وفكاهة. وفي النصف الثاني من القرن العشرين أخذت دور النشر تتنافس لتخرج للأطفال كتباً بطباعة جميلة وألوان زاهية، وقدمت كتباً للأطفال تتضمن قصصاً وأساطير، وكتباً دينية، وعلوماً مبسطة فتميزت الكتب في لبنان بالطباعة الأنيقة والرسوم والألوان الجميلة الزاهية وأخذت مطبوعات الأطفال تنتشر في سوريا بشكل ملحوظ.
وفي العراق بدأ الاهتمام بالطفل ككل وذلك بوضع خطة شاملة دخلت حيز التنفيذ لتأسيس دور حضانة ومدارس ونوادي، واهتموا بادخال برامج للاطفال في الإذاعة والتلفزيون كبرنامج (افتح يا سمسم). ثم أشادت بدور الأردن وفلسطين وأدبهما المكمل لبعضه لهذه النهضة العالمية ورعاية الموروث القصصي من أمهاتنا واجدادنا، فبسردهم للقصص اثروا مخزوننا الثقافي وثقافة أطفالنا ورسخوا القيم والأخلاق فينا .
ثم استعرضت الكاتبة العديد من مؤلفاتها منها: حكايات بطولية للأطفال ،وسلسلة حكايات الغول، وسلسلة المسرح .
ثم شكرت الدكتورة منى الصمادي الكاتبة الهدهد وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والطالبات وذكرت أن تاريخ أدب الطفل لا يمكن فصله عن تاريخ الطفل والطفولة، ولكننا هنا بصدد التتبع لنشأته وتبلوره بصفته دالاً على نوعٍ أدبي، فوجدتْ قديمًا في الغرب قصص للأطفال وحكايات –شأنها شأن كل البلاد-، ولكن لم يتم الاهتمام بأدب الطفل إلا بعد عصر النهضة الأوربية بالتحديد منذ ثلاثةقرون. فالبداية الجديدة تكون بالأطفال لأنهم المستقبل والأمل لهدم حماقات الكبار وإصلاح ما أفسده الراشدون، فاتجه الكتاب والفنانون بحماس إلى الأطفال ليقدموا لهم فهمًا أفضل للعالم والسلام، وكان (أدب الأطفال) خير وسيلة تصل بهذه الرسالة إلى قلوب الصغار ودارت المطابع بألوان شتى منه تغذي الجوانب الروحية والإنسانية والوطنية. وتكوين المجالس والجمعيات والهيئات التي ترعى مصالح الأطفال وتهتم بالجانب الثقافي والترفيهي للطفل وتخويلها صلاحيات الرقابة على كل ما يقدم للأطفال ونقده وإعداد تقارير الصلاحية عنه، إما بالنشر أو الحجب. فكانت هذه المجالس والهيئات بمثابة المصفاة، التي تشير إلى الخطر الكامن للأطفال في الكلمة المنشورة.
وهذه العوامل وغيرها أعطت أدب الأطفال دفعات قوية من التطور. وأُدرج أدب الأطفال ضمن مناهج الدراسة في الدراسات العليا والكليات الجامعية والأقسام الأكاديمية. فأصبح أدب الأطفال مادة علمية تولاها المتخصصون بالدراسة العلمية وحُددت قواعده ورُسمت مناهجه، وأصبح أدب الأطفال فرعًا جديدًا لتيار الأدب العام. كما ونوهت عن أدب الأطفال في العالم العربي كان فقيراً ويقتصر على الترجمة من الغرب إلا أنه في الآونة الأخيرة زاد الاهتمام فيه وبرز العديد من الكتّاب الذين أولوه الاهتمام الكبير لتطويره ونشره وإدراجه في مناهجنا ، كما والتمست خيراً بالجيل القادم لتطوير أدب الأطفال ودمجه بوسائل التكنولوجيا والاتصال الحديثة .
وفي نهاية الندوة شكرت الدكتورة صيدا العدوان الكاتبة والمشاركين والحضور ونوهت إلى أهمية توظيف القصص لبناء الأوطان وغرس روح التضحية فيهم وتوظيف قصص ابطالنا وشهداء وطننا الغالي لرسم سياساتنا المشرفة في أفكار أطفالنا.
العلاقات العامة
ريم الطراونه