نظمت اللجنة المجتمعية للهلال الأحمر في عجلون وبتنفيذ مشترك مع منظمة الإغاثة والتنمية الدولية وجمعية المركز الاسلامي وبدعم من المنظمة السامية لشؤون اللاجئين اليوم الاحد ندوة حول اهمية التعليم للامهات وبعض الاباء شارك فيها الاكاديمي ومساعد عميد كلية عجلون الجامعية للشؤون المالية والادارية /جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور عمار فريحات والمشرف الميداني لمشروع مكاني التعليمي في الشمال عماد العواوده ومدير المركز محمد القضاة .
واشار فريحات إلى ان التعليم في حياة الإنسان يحتاج إلى عناصر مادية قادرة على إبقائه على قيد الحياة كالغذاء والشراب، مؤكدا ان التعليم هو أحد أهم عناصر الحياة التي تعطي للإنسان معنى لوجوده، فالتعليم هو عملية اكتساب المهارات، والخبرات، والمعلومات التي يحتاج إليها الإنسان ليكون قادراً على الإبداع، وخلق الجديد، والإضافة إلى الإنسانية وإلى التراكم المعرفي الذي ابتدأ منذ آدم ولا يزال مستمراً إلى أن يأخذ الله تعالى الأرض ومن عليها.
وبين ان هناك عوامل تؤثر في التعليم ابرزها التنشئة الاسرية والاستعداد بنوعيه العام والخاص ( الاستعداد البيولوجي )، لافتا إلى ان الانسان المتعلم هو القادر على التكيف والابداع .
وقال العواوده ان التعليم هو أحد أهم أهداف الرسالات السماوية كلِّها، فالأنبياء والرسل جاؤوا معلِّمين للإنسانية بالدرجة الأولى، فقد استطاعوا بتوفيق الله تعالى لهم أولاً، وبمجهوداتهم الجبارة ثانياً أن يوصلوا الإنسانية إلى مرحلة يكون الناس فيها قادرين على الاعتماد على ذواتهم، وهذا يظهر بشكل واضح من خلال آخر ما نزل من القرآن الكريم وهو قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، فبمجرد اعتماد الإنسان على ما أرسله الله تعالى إليه من شرائع، وعلى ذاته، فإنه يكون قادراً ومؤهلاً على استلام مهمَّة الخلافة في الأرض بشكل كامل، هذه المهمة التي كانت هدفاً من أهداف وجود الإنسان. التعليم هو أساس فهم الكون ومن فيه، وما فيه، فبه استطاع الإنسان أن يشاهد الأرض من خارجها، وأن يلمس سطح القمر، وأن يعرف الكون بتفاصيله وقياساته التي لا يتصوَّرها عقل دون أن يصل بنفسه إلى ما هو أبعد من القمر.
وبين القضاة اهمية مثل هذه الندوات التي تعزز الوعي الاسري والمجتمعي بإهمية التعليم الذي جعل الإنسان يغوص في أعماق الأرض ويتنقل بين أدق الكائنات لافتا إلى ان التعليم يساوي بين الناس ويآخي بينهم، ويلغي أية فوارق دينية، أو إثنية، أو لغوية، ويعلي من قيم الإنسانية، والعدل، والمساواة، والمحبة، فكلَّما كان الإنسان عالماً كان أكثر تواضعاً وبالتالي أكثر قبولاً واستحساناً لدى الناس .