ضمن نشاطات مشروع  تطوير وتكييف منظومة كشف أشعة جاما تزامنية فائقة الحساسية لتطبيقات في البيئة والطاقة  والأمن وسلامة المياه والغذاء BALQARAD، والمدعوم من صندوق دعم البحث العلمي، وهو أكبر مشروع مدعوم في تاريخ الصندوق، والذي تم توطينه في مركز جامعة البلقاء التطبيقية في السلط، استقبل الأستاذ الدكتور نبيل شواقفة رئيس الجامعة، البروفيسور رينيه رايفارث Rene Reifarth المدير العلمي للمشروع الدولي FAIR الضخم في ألمانيا، وعميد كلية الفيزياء التطبيقية في جامعة فرانكفورت، حيث ألقى البروفيسور الضيف محاضرة يوم الخميس  عن المشاريع العلمية تحت الإنشاء حالياً، والمخطط لها مستقبلاً، والمتعلقة بفيزياء التفاعلات النووية والنيوترونية التجريبية، وتطبيقاتها في فهم التفاعلات النووية الكونية وتصنيع النظائر. 

كما أفاد الأستاذ الدكتور سائد دبابنة الباحث الرئيس للمشروع، أن هذه الزيارة هي باكورة الزيارات العلمية المخطط لها، ضمن مشروعه، لعلماء نوويين بارزين عالمياً، بهدف نقل المعرفة وتبادل الخبرة في أحدث مستجدات التكنولوجيا النووية والقياسات الإشعاعية فائقة الحساسية، وتطبيقاتها الوطنية الهامة، ومن أجل تمكين الطلبة على مستوى الدراسات العليا، وعلى مستوى البكالوريوس، من التفاعل المباشر مع علماء عالميين، إغناء لخبراتهم الشخصية من الناحية العلمية، والعملية، وتسهيل انخراطهم المستقبلي في المجتمع العلمي العالمي.

كما أكد الأستاذ الدكتور دبابنة على أن طبيعة مشروعه هي بحث علمي لتطوير تقانات وليس مجرد قياسات مباشرة. فالفكرة هي تطوير آليات حديثة للكشف الإشعاعي فائق الحساسية إعتماداً على تمازج زمني لعدة كواشف من أنواع مختلفة و/أو متشابهة، بحيث يقود البحث العلمي إلى أفضل تمازج لكل حالة منفصلة ضمن التطبيقات المختلفة. هذا النوع من الأبحاث لا يزال في بداياته على الصعيد العالمي، ونأمل أن يكون لمشروعنا في البلقاء مساهمة ملموسة وجادة فيه. كما أكد دبابنة على انخراط مجموعة من الباحثين الأردنيين من الشباب الواعدين في المشروع، وعلى ضرورة تذليل كافة الصعوبات الإدارية التي قد تبطىء مسيرة مشاريع البحث العلمي الوطنية.

بدوره أكد الدكتور عمر نصير، الباحث في المشروع، على أهمية هذا النوع من البحث العلمي، وعلى تعظيم الإستفادة من زيارة البروفيسور الضيف، والزيارات المتبادلة المشابهة، وعلى أهمية ربط وتكامل الإمكانات البحثية الوطنية في جامعة البلقاء التطبيقية، والمسارع النووي في الجامعة الأردنية، ومشروع المفاعل الأردني للبحوث والتدريب.

يذكر أن مشروع BALQARAD في جامعة البلقاء والذي يرأسه الأستاذ الدكتور سائد دبابنة معني بطيف واسع من التطبيقات ذات الأهمية الوطنية، فقد أكد جلالة الملك أثناء مشاركة جلالته حديثاً في قمة الأمن النووي في واشنطن على أهمية دور الأردن في التصدي لخطر انتشار المواد النووية والمشعة في الشرق الأوسط. لذلك فإن تطوير التقانات الحساسة والبحث العلمي الوطني وبناء الكوادر البشرية المؤهلة هو أفضل وسيلة لتحقيق الهدف الذي أعلن عنه جلالته في ذلك المؤتمر العالمي، في انعقاده الأخير في واشنطن، وقبل ذلك في مناسبات أخرى.