كلية العقبة الجامعية تشارك بمنتدى عبد الحميد شومان ....
نظم منتدى عبد الحميد شومان ندوة حول ثقافة الشبـــــاب بعنوان "قراءة تحليلية للتحديات والاستجابات في المجتمع الأردني" استضاف بها الدكتور حسين محادين من كلية العقبة الجامعية .
حيث رأى أستاذ علم الاجتماع المشارك في كلية العقبة الجامعية د.حسين محادين، أن العالم شهد قبيل تسعينيات القرن الماضي وبعده تحولات عالمية عميقة وصادمة وفريدة على مستوى التاريخ البشري، ربما في أعقاب خروج الاتحاد السوفيتي والأنظمة التي كانت تتمثل أو تحاكي إيديولوجيته "الصراعية الطبقية" عن نموذجها الاشتراكي، لاسيما دول أوروبا الشرقية.
وأضاف محادين في الندوة التي أقامها منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، أول من أمس، حول ثقافة الشباب، تحت عنوان "قراءة تحليلية للتحديات والاستجابات في المجتمع الأردني" أن سقوط جدار برلين في منتصف التسعينات تقريبا جاء ليُمكن أيدلوجية القطب الواحد الراهنة من تسيد نموذج العولمة، وبدرجات متفاوتة على هذه البسيطة تقريبا.
وبين المحاضر في اللقاء الذي أدار الحوار فيه د.غسان عبدالخالق أن هذه السيادة الإيديولوجية العولمية الجديدة لم تكن فجأة كما قد يعتقد البعض منا، وإنما جاءت تعبيرا إجرائيا لتخطيط فكري وإيديولوجي، ضمن مراحل علمية، وأهداف حضارية مترابطة من أجل إعادة هندسة الكون، وفقا للنموذج العولمي، بدءاً من تقسيم العالم إلى شطرين غير متكافئين، هما دول المركز الرأسمالي المديني المُصدر/العولمي، وهو "العالم الغربي" ودول الهامش الريعي المتخلف، والمستورد وهي "الدول النامية عموما".
وتحدث محادين عن الثقافة والتكنولوجيا كأداتين للفكر العولمي الجديد، مبينا أن الكثير من المفكرين الغربيين قادوا عملية "التسويق الإيديولوجي والاقتصادي الحضاري الجديد المصاحب لهيمنة القطب الواحد، وفقا لطرحين متوازيين ومتكاملين".
واستعرض المحاضر النموذج الوظيفي العولمي –من المدرسة الوظيفية- والمصدر عبر التكنولوجيا، كأنموذج يجب تمثله عالميا، والذي سيكون ذروة المسيرة البشرية الراهنة، وقد تجلى ذلك في أطروحات المفكر الأميركي من أصل ياباني "فوكوياما" في كتابه "نهاية التاريخ والإنسان الأخير".
وأشار محادين إلى أطروحات المفكر صموئيل هنتنجتون في كتابه "صراع الحضارات" الديني، كالإسلام والوضعي الذي وظفه إيديولوجيا وتسويقيا، للحديث عن خطورة عودة الصراعات بين الحضارات، كما في السابق، كرد فكري على أطروحات الإيديولوجية الصراعية السوفيتية الوضعية – من وضع البشر- كأساس عمالي لإعادة توزيع الثروة بين المستِغل والمسُتغل التي غادرت مع أفول القطب الثاني الذي كان سائدا قبيل التسعينات من القرن الماضي.
وتحدث المحاضر عن الثقافة، وخصوصا ثقافة الشباب، لافتا إلى وجود مئات التعريفات التي سعت للإحاطة بمضمون الثقافة عموما، كونها منهجا تفكيرا فرديا وجماعيا كامنا يعُبر عنه بالسلوك الظاهر الذي يمكن الاستناد إليه، رصدا وتحليلا، كل حسب اختصاصه وغايته البحثية من ذلك، الأمر الذي يصعُب معه وضع تعريف جامع مانع يمكن تعميمه، أو الركون إليه، دون غيره من تلك التعريفات. لذا سيقتصر تناول الثقافة هنا فقط على ما من شأنه أن يخدم الأغراض البحثية والتحليلية لهذه الورقة المكثفة.
وبين محادين أن المعجم الوسيط يُعرف الثقافة بأنها العلوم والمعارف والفنون التي يتطلب الحذق فيها. أما كلمة ثقف الشيء فيعني أقام المعوج منه وسوّاه، وثقف الإنسان أدّبه/ هذّبه/ وعلّمه. أما الثقيف فهو الإنسان الذي صار حاذقا وفطنا، مبينا أن آخرين يرون أنها تطوير وإثراء لمختلف الطاقات العقلية، بواسطة التمارين الفكرية، إذ هي مجموعة المعارف المستوعبة.
واعتبر المحاضر أن الاهتمام بثقافة الشباب على وجه الخصوص بدأ منهجيا بُعيد الحرب العالمية الثانية، لوعي هؤلاء الشباب بأنهم أصحاب ثقافة خاصة، وهوية خاصة، ضمن المجتمع المعولم، الأوسع والأكبر.