انتخبوا الجامعة الأقرب لكل بيت..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
غدا انتخابات الجامعات.. أعني سيتقدم الطلبة الناجحون في الثانوية العامة بطلباتهم الى القبول الموحد، ويتنافسون على المقاعد الجامعية، ويجب أن يتوفقوا بالاختيار ان أرادوا حيازة شهادة جامعية مطلوبة في سوق العمل.
حين نتحدث عن انجازات مرتقبة او عن قصص نجاح تحدث فنحن بالضرورة نتحدث ضمن المعطيات التي نملكها، ولا نقول بأن هذا هو كل المطلوب، لكننا نقول بأنه وبالنظر الى الظروف العامة فالذي يتحقق من بعض المؤسسات هو نجاح كبير، ننتظر المزيد منه، ونطالب الآخرين بأن يبحثوا عن فرص لتقديم إنجاز مثله.
..قد يكون استنتاجا، لكنه جازم الى حد بعيد.. أعني القول : «بأنها سياسات أكاديمية منكفئة، سرعان ما تتغير وتتبدل بل تعود الى مربعها الأول، مع تغير المسؤولين عن قرار التعليم العالي».. يقولونه استنتاجا لكنني أقوله حقيقة مؤكدة؛ لأنني تابعت حثيثا هذا القطاع وتواصلت لسنوات مع صناع قراره، والتقيت بنماذج مؤثرة فيه ولديها وجهة نظر.. وما زالت القصة تراوح مكانها بل إنها تتراجع في أكثر من مدار من مدارات تطوير التعليم.. وهذا ليس موضوعنا هنا، إنما الموضوع هو القبولات الجامعية، والموسم الذي انطلق مع اعلان نتائج الثانوية العامة، ودعوني أعود بالتاريخ الى قبل 8 عقود، والحديث يردده دوما رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور عبدالله الزعبي، حيث يقول:
كان المغفور له جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول يريد لمدرسة السلط ان تستقبل كل طالب علم في الأردن، ليأتي اليها في السلط، وهذا ما جرى آنذاك، ثم أراد المغفور له الحسين بن طلال أن يصل التعليم العالي الى كل بيت عن طريق جامعة البلقاء التطبيقية، وهذا ما تم فعلا فالجامعة موجودة في كل منطقة في الأردن، ثم أراد جلالة الملك عبدالله الثاني أن يحصل الجميع على العلم والتأهيل ويستطيع أن يحوز فرصة عمل بتوجيهاته المعروفة للتعليم التقني وعلم الاقتصاد المعرفي، وهذا يحدث بكل جلاء في البلقاء التطبيقية، وهذه سلسلة حلقات من توجيهات ملكية حول التعليم العالي، ما زالت مستمرة كنهج هاشمي ونظرية متفردة في تطوير التعليم العالي، تطويرا منسجما مع هدف هذه القيادة في بناء الإنسان قبل الأوطان.. واعذروني إن فهمتم بأنه انحياز الى «البلقاء التطبيقية»، فالنموذج يستحق الحديث، وتوجهات الدولة في استراتيجية تنمية وتطوير الموارد البشرية تنطبق على هذه الجامعة أكثر من غيرها، بحكم انتشارها في كل الأردن، وبحكم حقيقة تميزها ببرامج تعليم تطبيقية تحدثنا عنها قليلا في مقالة سابقة..
الملك يوجه صناع قرار التعليم العالي الى التعليم التقني؛ وقد تحققت بعض النجاحات الفردية في هذا المجال، وفي البلقاء التطبيقية التقاطة ذكية مطلوبة لمثل هذا التوجيه الملكي، حيث تفكر الجامعة بل خاطبت الحكومة بهيكلة كلياتها التقنية الأربع، لتصبح كليات بوليتكنيك على غرار البوليتكنيك العالمي، وهنا تحاول الجامعة ان تحقق التوجيه الملكي الذي يكمل قصة البناء الملموس في التوجيهات الملكية التي انطلقت قبل عقود.. ودعوني هنا أعترف للدكتور عبدالله الزعبي بذكائه والتزامه بالنهج العملي الموضوعي، فهو مسؤول، فهم تماما التوجيه الملكي وصدف أنه رئيس لجامعة البلقاء التطبيقية، عرف كيف «يصيد أكثر العصافير بغير حجارة».. وهذا ما ستحققه البلقاء التطبيقية بعد سنوات قليلة، ان هي استمرت على هذا النهج التطويري وهذا الاستغلال للمزايا الاستراتيجية التي تتميز بها البلقاء التطبيقية عن كل الجامعات الأردنية، والانطلاق – مرحليا - الى بوابة التعاون الدولي لتحقيق هذا التميز لنلمس نتائج حقيقية للتوجيه الملكي بأن تنحو الجامعات الى التعليم التقني، فتقدم خريجا مختصا مطلوبا للسوق المحلية ويمكنه المنافسة في السوق العربية والعالمية أيضا..
طرقت البلقاء باب التعاون الدولي لاستقطاب شراكات حول نماذج عالمية في التعليم التقني، حيث النموذج الألماني والفرنسي والكوري والأمريكي والكندي، وحتى يتسنى لها ان تنطلق في هذه البرامج التعليمية التقنية التطبيقية لا بد من موافقة ودعم الحكومة لتقوم الجامعة بهيكلة الكليات الأربع المذكورة، لهذا قامت الجامعة بفكرة التعليم المزدوج مبدئيا، التي تركز وبالتوازي مع البرامج الاكاديمية على برامج تدريبية تأهيلية، تكسب الطالب مهارات وخبرات، وذلك بعد أن قامت الجامعة بالتنسيق مع بعض شركات القطاع الخاص الكبرى لاستقبال مثل هؤلاء الخريجين، ليتميز خريج البلقاء التقني بما يؤهله للعمل فور تخرجه، وليس الانتظار فترة 10 و15 عاما ليحوز على وظيفة مكتبية، وهنا يتحدث الاستاذ الزعبي «نحن بصدد تغيير شكل امتحان الدراسة الجامعية المتوسطة بالنسبة للطبة الجدد، الذين سيقبلون في الكليات المتوسطة، حيث سيرتكز البرنامج الدراسي فيها الى التعليم المهاري التقني التأهيلي في أكثر من مجال»..
الحديث طويل ومهم، ولو أدرتم المذياع في الواحدة من ظهر الاثنين الى البرنامج العام في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية لسمعتم كلاما مهما قاله رئيس جامعة البلقاء التطبيقية لبرنامج الاعلام والشأن العام.. وانتخبوا جامعة البلقاء لعلكم تحوزون على مقعد جامعي فيها «وهذه دعاية انتخابية مسموح بها في توجيه الرأي العام وطلاب الثانوية الناجحين».