بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والساده
الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فاتقدم ابتداء بجزيل الشكر لجامعة البلقاء التطبيقية رئيسا وهيئة تدريس وإداريين وطلبه هذه الجامعة المتطورة بشكل لافتا للإعجاب والتقدير لاتاحتهم المجال أمامي للقاء هذه الوجوه الكريمة من الأخوة الأصدقاء وهذا الحضور الكريم ونحن نحتفل معا بالعيد السادس والخمسين لميلاد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بالتزامن مع الذكرى التاسعة عشرة ليوم الوفاء والبيعة حيث تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني الراية خفاقة وعبر بالأردن المنيع أصعب المنعطفات التاريخية التي مرت بها منطقتنا على نهج من سبقوه من أشراف ال البيت قائدا يتقدم الصفوف ويعطي الدروس بالحكمة والشجاعة.
وخلال هذه الأعوام بما شهدته من مخاضات كبيرة ومنعطفات تاريخية تجلت صورة القيادة العقلانية الحكيمة لدى جلالة الملك المعظم هذه القيادة المنهجية التي تلائم بتوازن لافت بين ثوابت الدولة ومبادئ رسالتها وبين المصالح العليا ومتطلبات العبور الأمن الواثق لهذه المحطات بما شهدته وما زالت من مخاطر استراتيجية عصفت بالدول والكيان ذات الإمكانات الضخمة والموارد الهائلة وأدت إلى حالة من الفوضى الإقليمية العارمة.
لقد تحلى جلالة الملك عبدالله الثاني برباطة جأش والصبر الجميل والشجاعة الأدبية والمصداقية العاليه فكان دوما يمثل صوت العقل والحكمة واستطاع أن يحافظ على مكتسبات الأردن وان يحمي أمنه واستقراره .
وقد كان رهانه الأول دائما على وحدة الاردنيين ووعيهم وقدرة وكفاءة مؤسساتهم في التعامل مع التحديات وقد بادل الأردنيون قائدهم وفاء بولاء واخلاصا بعطاء .
ومنذ العام الأول على تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية شهدت منطقتنا أحداثا كبرى وعلى نحو متصل وبحيث كانت تجتمع استحقاقات خطيرة في وقت واحد منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينيه عام 2000 أثر اقتحام شارون للمسجد الأقصى المبارك مرورا بتفجيرات امريكا عام 2001 واندلاع الحرب العالمية على الإرهاب في العام ذاته إلى احتلال بغداد 2003 وما نتج عنه من تبعات كارثية أدت إلى تغيرات جذرية في موازين القوى الإقليمية وتداعياتها على الموقف العربي إلى تفجيرات عمان عام 2005 ومن ثم حرب تموز على لبنان عام 2006 ومن ثم بدء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وتكريسه سياسيا وجغرافيا بانفصال غزه عن السلطة الفلسطينية مرورا بالأزمة المالية العالمية 2008 إلى اندلاع ما يسمى ب الربيع العربي إلى الأزمة السورية وتبعاتها التي ما زالت قائمة إلى ظهور تنظيم داعش الإرهابي وسقوط أجزاء كبرى من العراق وسوريا في قبضته إلى حرب اليمن التي لم تنته بعد إلى الأزمة الخليجية وليس بانتهاء الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل .
وفي هذه المنعطفات كانت جهود جلالة الملك وتحركاته ومواقفه تتركز حول مسألتين أساسيتين الأولى هي حماية الأردن وأمنه واستقراره وتخفيف أثر الانعكاسات عليه وعدم السماح بالزج بالأردن في الصراعات العربية العربية وبالتالي التورط في الشؤون الداخلية الأردنية
أما المسألة الأخرى والتي احتلت دائما موقع الصدارة والأولوية المتقدمة في فكر جلالة الملك وجهوده كما في ضميره ووجدانه فهي القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وإقرار حق العودة بوصفه بوصفه حقا مؤكدا وغير قابل للتصرف.
وقد كان هاجس جلالة الملك خلال كل منعطف أو تطور خطير على الساحتين الإقليمية أو الدولية هو لا تدفع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الثمن أهمالا أو تأجيلا أو تبدل أولويات.
وفي كل مرة كان جلالة الملك ينجح في لفت انتباه العالم إلى مركزية القضية الفلسطينية بوصفها هي وحدها عقدة الصراع ومفتاح الحل لكافة القضايا الإقليمية
وفي بعض المحطات كان الأردن يقف وحيدا في دفاعه عن الحق الفلسطيني وضمان كافة الحقوق الاردنية الموقوف على ملفات الحل النهائي وفي مقدمتها اللاجئين والقدس والحدود والمياه والأمن
وهذا الموقف الأردني الثابت هو بالأساس نابع من وعي القيادة الهاشمية بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية وما يترتب عليه من قضايا إنما هو مصلحة وطنية أردنية عليا بالتوازي مع كونه حقا مقدسا للأشقاء الفلسطينيين وقضية عربية تتقدم كافة القضايا والاعتبارات.
لقد وقف جلالة القائد الأعلى ومن حوله الأردنيون جميعا في التطورات التي طرأت مؤخرا على ملف القدس موقفا صلبا شجاعا يتصل بتاريخ ن التضحيات الجليلة التي قدمها اشراف ال البيت دفاعا عن القدس وهويتها منذ الشريف الحسين بن علي الذي رفض المساومة على عروبة القدس مضحيا بعرشه في سبيلها مرورا بشهيد المسجد الأقصى المغفور له الملك المؤسس إلى مواقف جلالة المغفور له الحسين الباني المشهود ومسارات الأعمار والرعاية التي لم تتوقف في أحلك الظروف
وهو التاريخ المشرف ذاته الذي سطر ت دماء الاردنيين وتضحياتهم وبطولات جيشنا العربي على أسوار القدس وفي ساحات البطولة من عسكريين ومتطوعين قدموا قوافل الشهداء البررة دفاعا عن القدس وعن سائر الثرى الفلسطيني.
الحضور الكريم
في ظل هذه الظروف التي لم تنته ومع كل ما يطرأ من تحديات واستهداف كانت الجبهة الداخلية وما زالت صمام الأمان الرئيس كما أن ثقة الاردنيين الصادقه بجلالة الملك هي كلمة السر في قدرتنا على التصدي للمخاطر والصعاب
وكلنا ندرك أن قيادة جلالة الملك الحكيمة والشجاعة كان لها الفضل الكبير في تجنيب الأردن أخطر التحديات الإقليمية والتحولات الدولية وسنواصل خلف قيادتنا الحكيمة مسيرة الخير والبناء والتنمية نعتصم بحبل الله ووحدة الشعب الأردني وقدرته على الصمود ومجابهة التحديات وعلى حماية منجزاته ومستقبل أجياله القادمة.
وفي الختام أكرر الشكر للإخوة القائمين على هذا اللقاء في جامعة البلقاء التطبيقية ودعوة الأستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي رئيس الجامعة ولهذا الحضور الكريم وأسأل الله تعالى أن يحفظ الأردن وأهله وان يبارك لنا في مليكنا المفدى وان يحفظه ويرعاه ويؤيده بنصر من عنده
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته