بسم الله الله الرحمن الرحيم
والصلاة على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الامين
معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم راعي اعمال المؤتمر
الاستاذ الدكتور حسين داقلار نائب رئيس جامعة محمد عاكف ارسوي
الاستاذ الدكتوركريم اوزمير رئيس جامعة باليكسير
الضيوف والحضور الكرام
انه لمن دواعي سروري ان تحتضن جامعة البلقاء التطبيقية الممتدة على الارض الاردنية المؤتمر الدولي العلمي الثالث الذي يبحث في الاتجاهات الجديدة في العلوم الاجتماعية في الشرق الاوسط "سياق الماضي والمستقيل
الشرق الاوسط المنطقة الجغرافية التي تعتبر مهد الحضارات والديانات وانطلاقة التاريخ البشري مما ادى الى امتلاك شعوب هذه المنطقة تاريخ طويل من التعايش وبناء ثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا لم يستغل.
معالي الوزير،،
ايها الاخوة ،،
ان مجتمع الشرق الاوسط الذي ننتمي اليه جميعا يتواجد في اوساط دولية ديناميكية تعيش في مرحلة تغير مستندة الى ثلاثة مواقف
الاول : موقف المجتمع الجامد الذي يحد من ديناميكيته مع التغيرات ولديه مشكلة الثقة بالذات.
الثانيه: المجتمع المنساق في مجرى الديناميكية الدولية دون تقييم عناصر القوة التي تنطلق منها ولديه مشكلة في تحديد الهوية.
الثالثة: المجتمع الذي يبذل الجهود لتحويل القوة الكامنة لديه الى مقاييس للقوه لكي يتماشى مع الديناميكية الدولية.
ومن هنا اسمحوا لي ان اقول بان الارادة السياسية الاردنية بقيادة سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ومن خلال قوتنا النفسية الناتجة عن الثقة بالنفس كنا قادرين عبر العقود الماضية الى توجيه الديناميكية الاردنية لتصب في قناة القوة الدولية حيث ينظر الينا باننا من اهم راعي الاستقرار.
ان الفهم الكامل لمجريات الاحداث على الساحة الاقليمية والتغيرات الاجتماعية المتلاحقة اعطت القيادة السياسية القدرة على الجراءة على اتخاذ القرار من منطلق وجدنا لايجاد الحلول بينما غيرنا لا يمتلك وجهات نظر تتعلق بالبداية والنهاية وتلجأ إلى أسلوب الابتعاد عن الأزمات وأستشهد بموقف سيدي صاحب الجلالة من قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهنا فإننا نشكر الحكومة التركية والشعب التركي لموقفهم المساند في هذا الموضوع لنا.
معالي الوزير،،
الحضور الكرام،،
إن وجودنا في منطقة جيواستراتيجية تقع ضمن الحزام الممتد من الباكستان إلى البلقان بما فيها البحور الدافئة يجعل من شعوب هذه المنطقة هدفاً للتنافس بين الدول العظمى للسيطرة على العالم، وخاصة أن النظام الاقتصادي العالمي الذي بدأ بيد الغرب بعد الحرب العالمية الثانية سيصبح دون تمييز خلال العقد القادم، وسيشهد انتقالاً تاريخياً للثروة من الغرب إلى الشرق كنتيجة للإقتصاد المعولم.
أيها الأخوة
الضيوف الكرام،
ومن هذا المنطلق جاء اختيار موضوع مؤتمرنا " الاتجاهات الجديدة في العلوم الاجتماعية: الشرق الأوسط في سياق الماضي والمستقبل" لإرتباطه الوثيق بواقع الحال في الدول العربية وجارتنا صاحبة الإرث الحضاري تركيا.
حيث يجتمع نخبة من الأكاديميين ورجالات الفكر والثقافة لبحث أهم الإشكاليات والقضايا التي تواجه هذا الاقليم إيماناً بحتمية المصير ولتعزيز القواسم المشتركة بين شعوب الاقليم لتوجيه طاقة شعوبها إلى التنمية فيها، وتعزيز نظرة شبابها الى المستقبل.
وهذا ما نعمل عليه في الأردن من خلال الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية إيماناً منا بالعنصر البشري فالدولة التي لا تثق بشبابها لا يمكنها الانفتاح على الآفاق الاستراتيجية سواء كانت العالمية أو الاقليمية، وهنا اسمحوا لي أن أشكر معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي على الجهود الجبارة التي يبذلها لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية، وأخيراً من منطلق إيماننا بالدور الكبير الملقى على عاتق العلماء سواء في مجال التوعية والتنوير والتخطيط والتطوير وتقديم المقترحات والحلول للأزمات كافة؛ فإننا واثقون أن هذه النخبة الطيبة والمرموقة المشاركة في هذا المؤتمر قادرة على إصدار التوصيات والمقترحات الكفيلة بالانطلاق إلى مستقبل أفضل لدول وشعوب المنطقة لنشارك جميعاً في تغذية روح التسامح كما نفعل نحن في الأردن منطلقين من رسالة عمان والإرث الهاشمي العريق، سائلاً الله أن يكلل جهودكم بالنجاح وأكرر الترحاب بضيوف الأردن الكرام، متمنياً لكم طيب الإقامة في هذا البلد المضياف ، وكل الشكر لكم معالي الوزير لتفضلكم برعاية فعاليات هذا المؤتمر ،
والسلام عليكم ورحة الله وبركاته.
الاستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية