نيابة عن معالي الأستاذ الدكتور عادل الطويسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي في المؤتمر الوطني لإطلاق فرق المهارات القطاعية الأردنية (ضمن مشروع التعليم والتدريب المهني والتعليم العالي الموجه إلى سوق العمل) والذي عقد اليوم برعاية معالي وزير العمل وبالتعاون والشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي ( GIZ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي وزير العمل المهندس سمير مراد المحترم راعي هذا المؤتمر
معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز المحترم
سعادة السفيرة الألمانية
سعادة مديرة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي في الأردن
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أتحدث هنا كرئيس لجامعة البلقاء التطبيقية بل اتحدث نيابة عن معالي الاستاذ الدكتور عادل الطويسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاكرم
اننا نعي بوجود خمسة عناصر تجعل أي امة من الامم مأزومة وهي:
1. وجود جيران عدائين
2. فقدان الشركاء التجاريين
3. خلل في المنظومة البيئية
4. خلل في المنظومة الثقافية والتعليم
5. القيادة: هذا العنصر الذي انعم الله به علينا بقيادة هاشمية على رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الذي استطاع أن يجنبنا نتائج العناصر الأربع الأولى .
هذه القيادة التي أصدرت الأوراق النقاشية وتحت رعايتها انطلقت الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي جاءت لتعالج مواطن الخلل في التعليم العام والتعليم العالي والتعليم المهني والتقني.
إننا نعي أن أركان التعليم المهني والفني والتقني هي:
- القطاع الخاص
- وزارة التربية والتعليم
- وزارة العمل
- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
وانطلاقاً من الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ورؤية ورسالة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ولتحقيق أهدافها فقد تم الطلب من جامعة البلقاء التطبيقية المعنية في تحقيق أهداف النهوض في التعليم التقني والتطبيقي على مستوى الدرجة الجامعية المتوسطة لوضع خطة تنفيذية تقوم على وجود شركاء حقيقيين من القطاع الخاص المشغل الرئيسي لهذه الفئة من الخريجين.
الحضور الكريم ..
إن السياسات التعليمية التي كانت متبعة في السنوات الماضية أدت الى وجود ما يقارب 291 ألف طالب في الجامعات الأردنية على مقاعد الدراسة وهذا العدد من المتوقع أن يرتفع ليصل الى 450 ألف عام 2025 اذ بقي الحال على ما هو عليه مع وجود ما يقارب 250 ألف طلب وظيفة في ديوان الخدمة المدنية جلهم في التخصصات الإنسانية والاجتماعية بالإضافة إلى أعداد كبيرة أخرى في التخصصات الهندسية المشبعة.
يقابل ذلك وجود ما يزيد عن 9000 طالب على مقاعد الدراسة في كليات جامعة البلقاء التطبيقية ومثلهم في الكليات الخاصة والعسكرية والحكومية ملتحقون في برامج التعليم التقني والتطبيقي على مستوى الدرجة الجامعية المتوسطية.
وهذا يشير إلى وجود هرم عمالة مقلوب في المملكة بشقيه الكمي والنوعي.
هذا مع العلم بأننا نجحنا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبالتعاون مع جامعة البلقاء التطبيقية بزيادة أعداد الطلبة الملتحقين في التعليم التقني بكلياتها لهذا العام بنسبة 300% عن ما كانت عليه في العام الماضي وبنسبة 406% عن ما كانت عليه في عام 2015 .
الحضور الكريم
إن مثل هذه الأعداد من الخريجين في تخصصات أكاديمية مشبعة جاءت ليس فقط نتيجة للسياسات التعليمية بل أيضاً للأفكار الاجتماعية والموروثات الثقافية لدى المجتمع مما أدى إلى تعطيل هذه القوى البشرية من المساهمة في التنمية الاقتصادية للدولة الأردنية.
في ذات الوقت نجد أن نسبة الملتحقين في سوق العمل من خريجي الدرجة الجامعية المتوسطة في التعليم التقني والتطبيقي تصل أحياناً إلى ما يقارب 90%.
وانطلاقاً من الخطة الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية فقد قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجملة من الإجراءات التي تهدف في النهاية إلى تصحيح هرم العمالة في الأردن وبالتنيق مع ديوان الخمة المدنية والتي منها:
1) تعديل نظام الخدمة المدنية ليسمح لخريجي الكليات الجامعية من حملة الدرجة الجامعية المتوسطة من التقدم في السلم الوظيفي .
2) كما تمت الموافقة للقطاع الخاص بإنشاء 7 كليات تقنية بالاضافة إلى الكليات الموجودة حالياً.
3) السماح للطلبة الموجودين على مقاعد الدراسة في المسارات الأكاديمية لمرحلة البكالوريوس من الالتحاق في التخصصات التقنية والتطبيقية في كليات جامعة البلقاء وهم على مقاعد الدراسة .
4) تبنت الوزارة وبالشراكة مع وزارة العمل المشروع المقدم من جامعة البلقاء التطبيقية لهيكلة كلياتها لتصبح كليات تقنية (بولتكنك) وليصار إلى نقل النماذج العالمية إليها ومنها النموذج الألماني والفرنسي والكوري والكندي والأمريكي، هذا مع العلم بأنه سيتم نقل ثلاثة برامج فرنسية إلى كليات الجامعة مع بداية العام الجامعي القادم. ونتطلع إلى تعاون ألماني لنقل نماذج تقنية ألمانية بخططها الدراسية والتدريب بالكامل .
5) دعمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعديل الخطط الدراسية التي قامت بها جامعة البلقاء التطبيقية مع الشركاء من القطاع الخاص بحيث أصبحت خططاً مبنية على المهارات التي يحتاجها سوق العمل. وهذا أدى الى الربط بين التعلم والتعليم والتشغيل وخاصة أن مثل هذه الخطط تؤدي أيضاً الى التشغيل الذاتي لخريجي الدرجة الجامعية المتوسطة في التعليم التقني والتطبيقي.
6) أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أيضاً خطط تطوير امتحان الدرجة الجامعية المتوسطة ( امتحان الشامل) ليكون مبنياً على المهارات والذي سيعقد لأول مرة في صيف عام 2019 وبالشراكة مع خبراء ومختصين من القطاع الخاص.
7) قدمت الوزارة دعماً مالياً للطلبة الملتحقين في هذا النوع من التعليم من خلال صندوق دعم الطالب .
إن مثل هذه الإجراءات أدت إلى التحاق 3234 طالبا وطالبة في الدورة الشتوية في برامج الدرجة الجامعية المتوسطة وبنسبة زادت عن 300% عن ما كانت عليه في الدورة الشتوية للعام الماضي.
الحضور الكريم
ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تسير وفق خطة واضحة المعالم لتحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية وبالتكامل مع كافة الشركاء لزيادة أعداد الطلبة الملتحقين في برامج التعليم التقني والتطبيقي وتزويدهم بالمهارات اللازمة وتأهيلهم لكي يتمكنوا من المنافسة في سوق العمل المحلي والاقليمي والدولي، وليكونوا مساهمين في النهضة الاقتصادية وخاصة إننا مقبلين على فرص استثمارية كبيرة وإعادة الإعمار في المنطقة المحيطة بنا وهذا يعني إننا بحاجة الى مزيد من التقنيين والفنيين المؤهلين لمواكبة التطورات التكنولوجية وتلبية احتياجات سوق العمل مع التأكيد على تطبيق نظام مزاولة المهنة من خلال الاطار العام للمؤهلات والذي ستنفذه وزارة العمل.
وفي النهاية اكرر شكري لمعالي وزير العمل على رعايته لهذا المؤتمر والشكر الموصول لحكومة وشعب ألمانيا الصديق ممثلا بالوكالة المانية للتعاون الدولي giz)).
حمى الله الاردن وحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته