|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
|
تعلمون أن مؤسسات التعليم العالي في المملكة الأردنية الهاشمية تشكل بمجموعها منظمة تعليمية متكاملة.. تعنى بتهيئة التعليم العالي لأبناء الوطن.. وتسهم في إعداد الكوادر البشرية المؤهلة أكاديمياً وفنياً.. وتعمل على تلبية احتياجات المجتمع ومؤسساته بإعداد الكفاءات العلمية المدربة علمياً وعملياً. سواء أكان ذلك على المستوى الجامعي أو على المستوى الجامعي المتوسط. كما أن طبيعة المرحلة التي يمر بها أردننا العزيز.. والظروف والمستجدات التي بدأت تفرض نفسها عليه ومجموعة التطورات السياسية والاقتصادية التي ستوثر على واقع المنطقة ومستقبلها.. وما تمليه هذه التغيرات من اختلاف في طبيعة ونوعية الحاجات القائمة والمتوقعة.. وما تفرضه علينا من تحديات واضحة نحو إعداد القوى البشرية المتطورة في مختلف المجالات.. فقد أصبح من الضرورة بمكان أن يعاد النظر في مدخلات المرحلة التعليمية القادمة لتكون على نحو يمكن مجتمعنا من التجدد والتطور.. وليكون قادراً على مواجهة متطلبات المرحلة المستقبلية بثقة واطمئنان.
وعلى ضوء التحولات المتوقعة في بناء مختلف الهياكل المؤسسية العامة فإنني لآمل منكم إنشاء جامعة تطبيقية في المملكة الأردنية الهاشمية تشكل ذراعاً تعليمياً يجسد فلسفة التعليم العالي في بلدنا العزيز وينسجم مع معطيات المرحلة التي ذكرت، ويفتح آفاقاً مستقبلية جيدة نحو بناء هياكل تعليمية جديدة تتفق وصياغة مجتمعنا الأردني الحديث.
إن الجامعة المقترحة والتي ستكون إضافة نوعية لمؤسسات التعليم العالي تنسجم وتتكامل في وجودها وعطائها مع متطلبات المرحلة.
أولاً: إن وجود جامعة تطبيقية تعنى بالتعليم الجامعي والتعليم الجامعي المتوسط تمثل أداة للإشراف المباشر على كليات المجتمع القائمة حالياً في مجتمعنا الأردني تعمل على ضبط مستواها الأكاديمي والمهني والتطبيقي وتساعد المبدعين والمتميزين من طلبتها على إكمال دراستهم الجامعية وفق ظروف أكثر ملائمة لأحوالهم الاجتماعية والمادية كما تهيئ لذوي القبليات العالية فرصاً أفضل نحو إعدادهم للعمل المهني والفني يضمن أداء دورهم في البناء والنماء بشكل فاعل.
ثانياً: إن إنشاء جامعة تطبيقية كاملة يوفر لكليات المجتمع قيادة أكاديمية كفؤة تتناسب ودور الجامعة في أداء رسالتها نحو التعليم المهني والفني التطبيقي فتعمل على تطويره وتحسين مكانته بالإضافة إلى معالجتها للمسؤوليات والصلاحيات الإدارية والتنظيمية التي تعيشها هذه الكليات في وضعها الحالي والتي تعيق أداءها وتحول دون تحقيق أهدافها على الوجه المطلوب.
ثالثاً: إن إنشاء جامعة تطبيقية يعمل على تصحيح واقع كليات المجتمع ويحول دون توقف عطائها وانغلاقها ضمن مرحلة يشكل استمرارها عائقاً تعليمياً وإدارياً ومالياً ويخلق مؤثرات سلبية على مخرجات التعليم في هذه المرحلة.
رابعاً: إن إنشاء جامعة تطبيقية يحقق مفهوم التعليم المستديم ويوفر صيغاً وهياكل مرنة ومتطورة تربط بين مستوياته المختلفة ويحقق مبدأ ديمقراطية التعليم التي ضمنها الدستور الأردني للمواطنين ويجعل من وجودها مؤسسة تعليمية يقبل عليها عدد كبير من أبنائنا الطلبة كما إن إنشاءها يؤدي إلى تخفيف الضغط على الجامعات الحكومية الأخرى مما يجعلها قادرة على الارتقاء بمستوى ونوعية التعليم الجامعي والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
وبناءً على ما تقدم وفي ضوء الفلسفة والمبررات التي تستدعيها مواجهة المتغيرات والتحديات الوطنية والإقليمية والدولية في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية منها بشكل خاص فإن إنشاء جامعة تطبيقية في بلدنا باتت ضرورة تستدعي الدراسة الجادة من خلال لجنة كفؤة من ذوي الاختصاص والخبرة تعمل على إخراج هذا المشروع الوطني إلى حيز التنفيذ.
ونظراً لما تحتله مدينة السلط من تاريخ عريق في نهضتنا العلمية والتعليمية وبما مثلته هذه المدينة من دور ريادي في مجال التعليم في أردننا العزيز فإن إنشاء جامعة البلقاء التطبيقية فيها يعزز دورها ويجعل موروث هذه المدينة موروثاً علمياً متواصلاً يخلد ذكرى الرواد الأوائل الذين تخرجوا من على مقاعد الدراسة فيها فنربط بين ماضيها وحاضرها الذي نأمل دائماً أن يكون عامراً بالخير والعطاء.
وقد قررنا أن يكون مجلــس أمناء الجامعة برئاســة صاحب الســــمو الملكي:الأمير غازي بن محمد المعظم. متمنياً لسموه ولأعضاء مجلس الأمناء النجاح والتوفيق في هذه المهمة
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته
أخوكم الحسين
عمان في 7 ربيع ثان 1417 هجرية الموافق22 آب 1996ميلادية
|
|
|
|