حققت جامعة البلقاء التطبيقية إنجازًا بحثيًا نوعيًا بفوزها بمشروع بحثي دولي ممول بالكامل من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج PRIMA – Section 1، وبكلفة إجمالية بلغت 2.7 مليون يورو، وذلك وفق النتائج النهائية المنشورة رسميًا على الموقع الإلكتروني للبرنامج. ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه الذي تفوز به الجامعة ضمن هذا المسار التنافسي الممول كليًا من الاتحاد الأوروبي، ما يشكل محطة متقدمة في مسيرة الجامعة البحثية الدولية.
ويأتي هذا الفوز من خلال مشروع يحمل عنوان «أداة النظم البيئية للأراضي الرطبة لحساب الكربون (WETCARB)»، والذي يهدف إلى تطوير منصة رقمية علمية وموثوقة للرصد والإبلاغ والتحقق (MRV) لقياس وتوثيق احتجاز الكربون في الأراضي الرطبة في حوض البحر الأبيض المتوسط، بما يتيح دمج هذه النظم البيئية في أسواق الكربون، إلى جانب تعزيز استعادتها البيئية ودورها في التخفيف من آثار التغير المناخي.
ويعتمد المشروع على منهجية علمية متقدمة تقوم على الدمج بين القياسات الحقلية لانبعاثات غازات الدفيئة، والنمذجة الذكية، إضافة إلى تصميم وتطبيق ممارسات زراعية تجديدية بالتعاون مع المزارعين، بما يسهم في دعم الإدارة المستدامة للمياه والنظم الزراعية، وتحقيق منافع بيئية واقتصادية تتماشى مع التوجهات الأوروبية والدولية ذات الصلة.
ويُنفَّذ المشروع من خلال شراكة دولية تضم مؤسسات بحثية متخصصة من إيطاليا واليونان وتركيا ومصر وتونس، فيما يتولى من الجانب الأردني الأستاذ الدكتور ربحي دعامسة مهام تنسيق المشروع، وتشارك الدكتورة هبة الخرابشة بصفة الباحثة الرئيسية، بالتعاون مع فريق بحثي دولي متعدد التخصصات.
وفي هذا السياق، قال عطوفة الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني، رئيس جامعة البلقاء التطبيقية، إن هذا الإنجاز «يعكس التحول النوعي الذي تشهده الجامعة في مجال البحث العلمي التطبيقي، ويؤكد قدرتها على المنافسة في البرامج الأوروبية عالية التنافسية، لا سيما في القضايا ذات الأولوية العالمية كالتغير المناخي والاستدامة البيئية». وأضاف أن الجامعة «تولي البحث العلمي المرتبط بالتحديات الوطنية والدولية أهمية قصوى، وتسعى إلى تمكين باحثيها من بناء شراكات دولية فاعلة تُترجم المعرفة العلمية إلى أثر تنموي واقتصادي ملموس».
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور ربحي دعامسة أن هذا الفوز يجسّد تقدم جامعة البلقاء التطبيقية في مسار البحث العلمي الدولي، ويعكس الثقة الأوروبية المتزايدة بكفاءة الباحثين الأردنيين، مثمنًا الدعم المتواصل الذي تقدمه رئاسة الجامعة لتمكين الباحثين وتعزيز حضور الجامعة في المشروعات البحثية الكبرى.
بدورها، أوضحت الدكتورة هبة الخرابشة، المتخصصة في التغير المناخي والنمذجة البيئية، أن المشروع يمثل إضافة علمية استراتيجية للجامعة، كونه يعزز دورها في دراسات التغير المناخي وتقييم إسهام النظم البيئية الطبيعية في التخفيف من آثاره، إلى جانب دعم بناء القدرات البحثية الوطنية في مجالات نمذجة الكربون والرصد البيئي، وربط البحث العلمي بصنع القرار والسياسات المناخية، وتعزيز مشاركة الجامعة في المبادرات الأوروبية والدولية المعنية بالمناخ والاستدامة.